أطفال خارج المدارس.. مؤشرات من 8 دول عربية
تعتبر قضية تسرب الأطفال من المدارس، واحدة ً من أهم القضايا الدالة على جودة العملية التعليمية من جهة، ونفاذ القوانين الخاصة بالتعليم من جهة أخرى. وعليه تخضع تلك القضية لرقابة محليّة من قبل الحكومات التي تعاني من تلك المشكلة، ورقابة أمميّة ترصد هذه المشكلة وتنبّه إلى مشكلاتها، وتقيّم وفق على المؤشرات الصادرة عن الجهات الدولة مدى جودة النظم التعليمية في البلدان، وتقترح الحلول لها أيضاً.
في هذه الورقة نرصد مجموعة من المؤشرات اعماداً على الداتا التي نشرتها منصة التنمية العربية، والتي استمدّتها من بيانات منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو". تلك البيانات جُمعت من الجزائر ومصر والأردن والعراق والسودان وتونس وموريتانيا واليمن بين عامي 2013 و 2018.
تبلغ النسب أعلى تسجيل لها في موريتانيا، وأدناه في الأردن والجزائر، بالنسبة للأطفال للمتسربين من المدارس الأساسية.
نسب تسرب الأطفال من المدارس الابتدائية في 8 دول عربية (% من مجمل الطلاب)
يظهر الفرق واضحاً ما بين المرحلة الابتدائية والمتوسطة الأولى، حيث تقفز النسب في كل الدول المبحوثة. موريتانيا واليمن والسودان والعراق في المقدّمة. وتحافظ الجزائر على النسبة الأدنى.
نسب تسرب الأطفال من المدارس المتوسّطة في 8 دول عربية (% من مجمل الطلاب)
في المرحلة الثانوية تقفز النسب في مختلف الدول، وتحتل موريتانيا واليمن والعراق أعلى معدلات تسرّب. فيما الأردن وتونس والجزائر في المراتب الأقل، مع العلم أن النسب فيها تتجاوز 20% من العدد الكل للطلاب.
نسب تسرب الأطفال من المدارس الثانويّة في 8 دول عربية (% من مجمل الطلاب)
الفتيات خارج المدارس
تتقارب نسب التسرب من المدارس بين الذكور والأناث في الدول المبحوثة، في المرحلة التعليمية الأساسيّة، وتميل نسبة الإناث لتكون أكثر بفارق بسيطة في بعض الدول، لكن الفرق بين النسبتين يبدأ بالتمايز الفعلي الواضح، في المرحلة الإعدادية، حيث يظهر أن الإناث أكثر تسرباً. يمكن ملاحظة ذلك واضحاً في البيانات القادمة من مصر، وكذلك يمكن ملاحظته بشدّة ووضوح في اليمن.
نسب تسرب الإناث والذكور من المدارس الإعدادية (المتوسطة) في مصر 2005/2009/2014
نسب تسرب الإناث والذكور من المدارس الإعدادية (المتوسطة) في اليمن 2006/2013
يبلغ الفارق أشدّه بين نسبة تسرب الذكور ونسبة تسرب الإناث في المرحلة الثانوية (ما قبل الجماعيّة)، ويسجّل أعلى فارق في الدول المحبوثة في اليمن، حيث تقارب نسبة الإناث ضعف نسبة الذكور في التسرب من المدرسة.
نسب تسرب الإناث والذكور من المدارس الثانوية في اليمن 2006/2013
ما من شك أن التسرّب بين صفوف الإناث يزداد عمّا هو عليه لدى الذكور في غالبية بلدان العالم العربي. لكن هذا لا يمثّل قاعدة ثابنة دائماً، وإنما تختلف الفروق باختلاف المرحلة التعليميّة لدى بعض البلدان. سنلاحظ هذا الاستثناء في الأردن، حيث الذكور المتسربون من المدارس في المرحلة الثانوية، أكثر من الإناث المتسربات في المرحلة ذاتها. ومن الملاحظ هنا أن البيانات مأخوذة في عامي 2007 و 2018.
نسب تسرب الإناث والذكور من المدارس الثانوية في الأردن 2007/2018
أطفال في سوق العمل
التسرب من المدارس يرتبط بشكل تام بتشغيل الأطفال، ودمجمهم بمجتمعات وأسواق العمل بطرق غالباً غير قانونية، كما يرتبط بتفريغ الفتيات لأعمال المنزل فقط، أو التزويج بسن مبكّر وجعلهنّ ربات منازل.
من المؤشرات المرتبطة بهذه القضية مؤشر نسبة دمج الأطفال ما بين سني 5 و 17 عاماً بالنشاطات الاقتصادية، ويعتمد هذا المؤشر على بيانات منظمة العمل الدوليّة.
من بين الدول المبحوثة، تتوفر بيانات لست دول عربية، تم تسجيلها بين عامي 2013 و 2018، تحتل فيها السودان المرتبة الأولى الأطفال المقحمين في سوق العمل، حيث تبلغ النسبة 15.3% من الأطفال في تلك الفئة العمرية.
نسب الأطفال (5-17) المقحمين في سوق العمل في 6 بلدان عربية